Sunday, July 15, 2012

جريمة بحق الثورة

By Azmi Bishara
12 يوليو 2012

"لا يجوز باي حال من الأحوال أن يمر القادة السياسيون والميدانيون مرور الكرام على جرائم يرتكبها اي كان باسم قضية عادلة، أو أن يصمتوا على تجاوزات جنائية وغير أخلاقية من نوع تعذيب وقتل أسرى وتقليد مخابرات الأنظمة في العنف اللفظي والجسدي وبثها على ال"يو تيوب" باسم معاناة الناس والضحايا. فمن فعل ذلك لم يعد ضحية، بل وارتكب جريمتين: ألاولى بحق ضحيته، والثانية بحق الضحايا الذين يدعي أنه ينتقم باسمهم وبحق القضية العادلة التي أساء لها.

وطبعا تسيء مثل هذه الممارسات للشرعية الأخلاقية للنظام القادم. فسوف يضطر الناس للكذب للتغطية عليه عند كتابة تاريخ الثورات. وهو ما حصل في العديد من الدول، وكان الثمن الثقافي والسياسي غاليا وسم لعناصر جنائية وانتهازية أن تتغلعل الى الصدارة. إن إدانة مثل هذا السلوكيات لا تمس بعدالة الثورة والقضية التي تمثلها بل تزيدها مصداقية، ولا تمس بشعبية القيادي الذي يدينها بل تزيده شعبية ومصداقية. وهذا أصلا هو الفرق بين القائد والسياسي. فالقائد لا يخشى قول الحقيقة لجمهوره. ولا تكفي الإدانة اللفظية بل يجب العمل بحزم على تنقية صفوف الثورات من مثل هذه الممارسات.
"

No comments: