Sunday, January 27, 2013

البحث في أصول الناس

By Azmi Bishara

"
27 يناير 2013
من مظاهر التخلف السياسي والثقافي البحث في أصول الناس لا في أفكارها وافعالها، والحكم على الإنسان بموجب أصله وفصله ونسبه. هذه من مظاهر التخلف الذي لا يمنع من استخدام معايير الكفاءة والمهنية في بناء المجتمع فحسب، بل يفرغ معايير الحقوق والمساواة أمام القانون في السياسة والدولة من مضمونها. في أميركا انتخب رئيس من اصل أفريقي ومن اب مسلم مهاجر الى أميركا (استخدم خصومه هذه الأمور في التعبئة ضده، ولكنه انتخب في النهاية) وفي بلادنا التي لا يمكن تخيل مثل هذا الأمر من أساسه ما زالوا يبحثون في أصول والد الشخص ويعيرونه بأمه إذا اختلفوا معه. حتى في الجاهلية تذمروا من هذه الظاهرة، ولكننا ما زلنا نلتقيها في الثقافة والممارسة اليومية.
لا يمكن التعامل مع المواطنة وحقوق المواطن كفرد، ولا بناء الأمة المواطنية والمجتمع الحديث بهذه العقلية. لا تقتصر هذه الظاهرة على الأوساط المحافظة، فما زلت تجد حتى قوميين واشخاصا يسمون أنفسهم تقدميين يناقشون خصومهم ويحطون من قدرهم بمناقشة أصلهم وفصلهم ونسبهم ومهن أهلهم. هذه أمور تحتاج إلى وقت لتتغير، ولكن مر وقت طويل طويل، وه لن تتغير اذا لم نناقشها بصراحة ونحاربها.

1 comment:

Anonymous said...

I think this is one of the biggest problems we face in the Arab society if not the biggest that hinder our development and progress.