Friday, June 6, 2014

From Azmi Bishara's Facebook Page

أ وب حول عبثية الانتخابات 

أ‌. شيء يحيّرني.
ب‌. حيرني معك!
أ‌. لماذا ينظم الناس انتخابات؟
ب‌. لانتخاب ممثل عنهم، أو سلطة عليهم لفترة زمنية محددة.
أ‌. ولكن لكي يكون بالإمكان انتخاب الممثلين أو السلطات نفسها لفترة زمنية محددة، ينبغي أن يكون نقدها ومعارضتها متاحين، وكذلك يجب أن تكون صلاحياتها محددة. فالسلطة المطلقة عكس الانتخابات.
ب‌. صحيح.
أ‌. فإذا كان نظام ما يمارس سلطة مطلقة ويقتل من يعارضة، أو يزجه بالسجن، ويعرضه للتعذيب.. فلماذا ينظم انتخابات؟ ما الهدف؟
ب‌. للتظاهر أن الناس معه.
أ‌. ليس التظاهر مهما بالنسبة له، فهو يكذب على كل حال وثمة من ينقل أكاذيبه لأسباب طائفية أو مصلحة أو لجنون، لا أدري... هو يكذب لا لكي يصدقه أحد، بل لكي يتظاهر البعض بتصديقه وهذا يكفيه، أو لكي تختلط الحقيقة بالكذب. ليس هو من يتظاهر، بل على الآخرين أن يتظاهروا أنهم يصدقوه، وأنهم يدعموه.
ب‌. صحيح هو يرمي الأحياء المأهولة بالبراميل المتفجرة ومن يدافع عنه لا يهتم لذلك، ومن يثور ضد نظامه لا يريده بسبب ذلك، وعلى الرغم من ذلك.
أ‌. إذا هو ليس بحاجة للتظاهر. لأنه نظام دكتاتوري قمعي، وكفى. من يؤيده يؤيده على الرغم من ذلك، ومن يعارضه يعارضه بسبب الاستبداد والفساد، وعلى الرغم من القمع. هو نظام دموي في حالته اليومية، وفي حالة الثورة يصاب بجنون الدم، ويدمر كل ما حوله.
ب‌. حسنا، سأهمس لك بفكرة. أنت قلت أنه يعذب معارضيه في السجن.لماذا يفعل ذلك.
أ‌. ليستعرض قوته كقوة غير إنسانية، أو لكي يندم المعارض على معارضته، أو ليعترف بمؤامرة حتى إذا لم تكن ثمة مؤامرة.
ب‌.
هي هذه الفكرة الأخيرة. مثلما يعذب الناس ليعترفوا بما لم يفعلوه، فإنه ينظّم انتخابات ليعترف الناس به حتى لو لم يريدوه. فهذه مظاهرة قوة. لا يهمه إذا كانوا يحبونه أم لا، يريدونه أم لا. المهم أن يصرّحوا أنهم معه ولو رغما عنهم. يريدهم أن يخافوا، وأن يظهروا الخوف أمامه... أن ييأسوا من تغييره، وأن يظهروا هذا اليأس أمامه... يريدهم أن يستسلموا له، ليس حبا، بل خوفا أو عجزا. لا علاقة لهذا كله بالانتخاب والاختيار، إنها لعبة أخرى لعبة الاعتراف بالخضوع.
أ‌. مهرجان كذب.
ب‌. طبعا كذب، ولكن منذ متى يهمه هذا النظام الكذب. الجديد أن الغالبية لم تعد تقبل بهذا.
أ‌. ما قلته يصح بالنسبة للانتخابات الغريبة العجيبة التي كان ينظمها في السنوات السابقة. ولكن الأكثرية لم تعد تقبل حتى أن تتظاهر بالخوف والخنوع أمامه. فكيف تصح الانتخابات الآن والغالبية لم تعد تخاف؟
ب‌. يقول النظام للجميع باق حتى لو زالت البلد ورغم إرادة الأغلبية، فأغلبية الناس لا تهمني، ما يهمني هو أغلبية من معي، أو من ما زال يخاف بما فيه الكفاية لكي يتظاهر أنه معي. الشعب هو من معي. ومن ليس معي ليس شعبي، بل ليس شعبًا أصلا.
أ‌. انتخب النظام له شعبا. فليفعل البقية على كل حال لا تريد أن تكون شعبه، ولا تعتبر نفسها شعبه.
ب‌. انتخب شعبا بالقتل والتشريد، ومن بقي في المناطق التي يحكمها، بما فيها مناطق خارج دولته، يجب أن يكون معه أو يتظاهر أنه معه على الأقل. فهو مدين له بحياته.
أ‌. كيف؟
ب‌. كل من هو حي في مناطقه يجب أن يدخل في وعيه ويقتنع بأنه حي لأنه قرر أن لا يقتله.


No comments: