Tuesday, December 1, 2015

بشارة معلقًا على الأزمة السورية: الشعوب لا تحارب الإرهاب في ظل الاستبداد السياسي

Link

فريق التحرير

أذيع على شاشة التلفزيون العربي منذ قليل الجزء الثاني والأخير من الحوار الخاص الذي أجرته فدى باسيل، مقدمة برنامج "العربي اليوم"، مع الدكتور عزمي بشارة، المفكر العربي ومدير المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. علق بشارة في هذا الجزء على مستجدات الملف السوري ومآلاته وسيناريوهاته الممكنة، في لحظة باتت الأزمة السورية فيها قضية دولية وإقليمية.
قال بشارة إننا يجب أن نكون صرحاء مع أنفسنا، "فمن الصعب أن نقيم ديمقراطية تعددية في البلدان العربية دون أن تشمل التيارات الإسلامية، بشرط أن تقبل هي الأخرى المبادئ الديمقراطية"، وأردف مستنكرًا ما آلت إليه الأمور نتيجة تسليع السياسة وخضوعها للرأي العام، الأمر الذي جعل النخب السياسية في الغرب عاجزةً عن تقديم الصورة الحقيقية لمجتمعاتها.
وأضاف بشارة أن السبيل الوحيد لمواجهة الإرهاب هو أن تقف في وجهه المجتمعات المحلية التي أفرزته. وأكّد أن ذلك غير ممكن في ظل الاستبداد السياسي الذي يشعل نيران الطائفية والغضب الشعبي، ومن ثم الإرهاب والرغبة في محو الآخر.
وتابع بشارة قائلًا إن فحوى خطاب الغربيين الموجه إلى الشعب السوري هو "نعلم أن عدوكم بشار، ولكن عدونا الحقيقي هو داعش". كما شدد على أن "الطائرات الحربية لا تستطيع أن تقدم حلولًا للمشكلات الاجتماعية".
وعندما سئل بشارة حول مباحثات فيينا لحل الأزمة السورية، قال إن "مسار فيينا حتى الآن غير جدي، ولكن لأول مرة نجد أطراف الصراع الحقيقية تجلس مع بعضها الآخر"، إلا أن تلك، على الجانب الآخر، ليست مستعدة للتوصل إلى توافق حقيقي لوضع حد للأزمة، وأن " الجميع لا ينظر إلا لمصلحته، بينما لا يلتفت أحد للشعب السوري الذي دمرت بلاده بالكامل".
وأضاف أن الأطراف الحقيقية التي يمكن الحديث عنها حاليًا تنحصر في روسيا وإيران من جهة، والسعودية وتركيا وقطر من جهة أخرى، بينما "لم تعد الولايات المتحدة، التي تكتفي بلعب دور الوساطة، طرفًا أصيلًا في الصراع" كما يرى بشارة.
وفيمنا يتعلق بمساحات الاتفاق والاختلاف بين الجانبين الروسي والإيراني، يرى بشارة أن هناك، في المرحلة الحالية، اتفاقًا وتكاملًا في الوظائف بين روسيا وإيران هلى المستويين السياسي والعسكري. وأشار إلى التقسيم الصارم في الوظائف بين الطرفين؛ "قوات برية إيرانية تدعمها قوات جو روسية".
ورغم ذلك، لفت بشارة إلى أن الإيرانيين، على المدى الطويل، يشعرون بأن القاعدة الاجتماعية للنظام السوري ترغب بالروس أكثر، "لأن قاعدة النظام السوري علمانية بالأساس"، ما يجعلها متوجسة إراء الدعم الإيراني الطائفي.
ومن جهته، فإن النظام السوري "يناور بين روسيا وإيران" كالغريق الذي يتعلق بقشةٍ قد تكون فيها نجاته.
;

No comments: